هل عملية الشرخ بالليزر مؤلمة؟
الشق الشرجي هو أحد الاضطرابات الشائعة التي تصيب العديد من الناس في فئات عمرية مختلفة، ولا شك أنها تؤثر بصورة كبيرة على حياتهم الطبيعية، وتعيقهم عن أداء أنشطتهم اليومية.
وفي ضوء الإجابة عن هل عملية الشرخ بالليزر مؤلمة؟ يعرض د. أحمد عادل درويش استشاري جراحات القولون والمستقيم وعضو الجمعية الأوروبية لجراحات الشرج والمستقيم والقولون بعض المعلومات عن الشق الشرجي ودرجاته وأعراضه وطرق تشخيصه المختلفة، وكذلك العلاج المناسب لكل حالة مع ذكر أهم مميزات علاج الشرخ بالليزر وخطواته. إليكم التفاصيل.
الشرخ الشرجي
قبل البدء في الحديث عن “هل عملية الشرخ بالليزر مؤلمة” نذكر أن الشرخ الشرجي هو عبارة عن إصابة في الجزء الحسي الذي يبطن القناة الشرجية، ويعد من الأمراض الشائعة التي تصيب الأشخاص في أي عمر.
ويجدر بالذكر أن الشرخ الشرجي أحيانًا يدل على الإصابة بمشكلة أكثر خطورة، مثل التهابات الأمعاء المناعية.
وغالبًا ما يشكو مريض الشرخ الشرجي بألم أثناء التبرز مع خروج بعض نقاط الدم، وتشخيص هذه الحالة بسيط جدًا، كما يمكن علاجه بطرق متعددة وفقًا لدرجة الشرخ كما سنتعرف لاحقًا.
ويجب التنويه إلى أن المشكلة الحقيقية للإصابة بالشرخ الشرجي تكمن في الحلقة المفرغة.
وللتوضيح نذكر أنه في بداية الأمر يعاني الشخص من الإمساك ويعقب ذلك الإصابة بشرخ وهو ما يتسبب في تشنج العضلات الذي يعيق التئام جرح الشرخ، فيزداد الألم عند التبرز مما يزيد من حدة الإمساك عند المريض، وبالتالي يتسبب في زيادة درجة الشرخ أكثر وأكثر.
ولذا يكون الهدف الأكبر لعلاج الشرخ الشرجي هو كسر هذه الحلقة المفرغة من خلال التدخل بالليزر أو الطرق العلاجية الموضعية وفقًا لحالة المريض.
ما هي عوامل الخطر للإصابة بالشرخ الشرجي؟
1.الإمساك؛ فالإمساك يسبب إجهادًا عند التبرز، وهو ما يؤدي إلى تكون البراز الصلب الذي يؤدي بدوره إلى الإصابة بالشرخ الشرجي.
- الولادة الطبيعية، إذ تعد المرأة بعد الولادة من الفئات المعرضة بشكل كبير للإصابة بالشرخ الشرجي.
- الإصابة بداء كرون أو التهاب الأمعاء مزمن؛ إذ أنه يجعل القناة الشرجية أكثر عرضة للإصابة بالتمزق.
- العمر، حيث تزداد نسبة الإصابة بالشرخ الشرجي لدى الرضع و البالغين، ولكنها لا تقتصرعلى هذه الفئات العمرية.
أسباب الشرخ الشرجي
وفيما يتعلق بموضوعنا حول “هل عملية الشرخ بالليزر مؤلمة” نذكر فيما يلي أهم العوامل المسببة لهذه الحالة، وهي:
- خروج براز صلب وكبير من فتحة الشرج.
- الإصابة بالإسهال المزمن.
- الإصابة بمرض كرون أو مرض التهاب الأمعاء المزمن.
- الإصابة بسرطان الشرج أو السل أو فيروس نقص المناعة البشرى أو الزهري.
أعراض الشرخ الشرجي
ونستكمل حديثنا في ضوء الإجابة عن “هل عملية الشرخ بالليزر مؤلمة”، ونسرد فيما يلي أهم أعراض هذه الحالة:
- ألم حاد أثناء عملية التبرز قد يستمر لعدة ساعات.
- خروج دم فاتح اللون مع البراز أو على ورق التواليت.
- وجود انتفاخات على الجلد قرب منطقة الشرخ الشرجي.
- الشعور بحكة وحرقة عند فتحة الشرج مصحوبة بألم بالغ.
- الشعور بالانزعاج عند التبول، وقد يعيق الشرخ الشرجي عملية التبول.
- خروج إفرازات كريهة الرائحة مع البراز.
تشخيص الشرخ الشرجي
1.الفحص بدني لمنطقة الشرج:
بعد الحصول على التاريخ الطبي للمريض، يبدأ الطبيب في إجراء فحص بدني له، من خلال إبعاد العضلات العاصرة يدويًا؛ لتقييم الشرخ ودرجته، مع العلم بأن الشرخ يكون مرئيًا وقد لا يتطلب الأمر أي تشخيصات أخرى في بعض الأحيان.
ويجدر بالذكر أن الشرخ الشرجي الحاد يظهربصورة تمزق جديد، أما الشرخ المزمن، فيظهر الشرخ عميقًا مع وجود زوائد لحمية داخلية أو خارجية.
وفي حال كان الشق ظاهرًا على جانب فتحة الشرج، فقد يشير ذلك إلى الإصابة بداء كرون.
2. تنظير الشرج:
وهو إجراء تشخيصي يتم من خلال إدخال المنظار عبر فتحة الشرج؛ كي يتمكن الطبيب من تصوير المستقيم ومنطقة الشرج.
3. التنظير السيني المرن:
ويتم هذا الاختبار عن طريق إدخال أنبوب مرن ورفيع ملحق بكاميرا فيديو؛ لتصوير الجزء السفلي من القولون، ويجدر بالذكر بأن هذا الإجراء لا يفضل القيام به لمن تخطوا عمر الخمسين عامًا.
4.تنظير القولون:
ويمكن إجراء هذا الاختبار للأشخاص بعد عمر الخمسين، أو للأشخاص المعرضين للإصابة بسرطان القولون.
درجات الشرخ الشرجي
نظرًا لأن علاج الشرخ الشرجي يعتمد بشكل كبير على درجته فإننا نوضح في السطور القادمة درجات الشرخ الشرجي والعلاج المناسب لها:
أولًا: الشرخ الشرجي الحاد:
وهو عبارة عن تمزق حديث لبطانة الأمعاء، ولا يمر سوى عدة أسابيع على الإصابة به.
وفي الغالب لا يتطلب هذا النوع تدخلًا جراحيًا، ولكن يتم إدارته باستخدام مراهم التخدير الموضعية والملينات، وكذلك بتنظيف المنطقة والجلوس في المياه الدافئة ثلاث مرات يوميًا.
ولكن ننوه إلى ضرورة الإسراع إلى الطبيب عند الشعور بأي من أعراض الشرخ السابق ذكرها؛ للخضوع إلى علاج يسير بدلًا من الأساليب الأكثر تعقيدًا.
ثانيًا: الشرخ الشرجي المزمن
إذا استمر الشرخ الشرجي لمدة تتجاوز الستة أسابيع فحينها يمكن القول بأنه تحول إلى شرخ مزمن، وهو ما يتطلب علاجًا سريعًا؛ لوقف الشعور بالألم المصاحب بالنزيف؛ كي يتمكن المريض من العودة إلى حياته الطبيعية والتغوط دون خوف.
ويتمثل علاج هذه الحالة في استئصال الزوائد الجلدية عن طريق عملية الشرخ بالليزر؛ لتقليل الضغط على العضلة العاصرة.
عملية الشرخ بالليزر
هي عملية تجرى بهدف علاج الشرخ الشرجي عن طريق توجيه أشعة الليزر على منطقة الشرخ لتقوم بكيه واستئصال الألياف من العضلة العاصرة الداخلية.
مزايا عملية الشرخ بالليزر
- عملية الشرخ الشرجي بالليزر دقيقة للغاية؛ إذ أنها تستهدف فقط إرخاء عضلات الشرج مع إغلاق الجروح دون المساس بالمنطقة المحيطة بها.
- هو إجراء سريع لا تزيد مدته عن نصف ساعة أو أقل في معظم الحالات.
- لا تتطلب هذه العملية تركيب فتيل؛ وهو ما يقلل من احتمالية تعرض المريض لمشاكل بعد العملية كما يحدث في الجراحة التقليدية.
- فيما يتعلق ب “هل عملية الشرخ بالليزر مؤلمة” نشير إلى أن الألم الناجم عنها طفيف جدًا ويمكن التغلب عليه بمسكنات الألم.
- لا تترك العملية أي ندبات أو آثار جروح خلفها مطلقًا؛ ويرجع ذلك إلى أن غلق الجروح لا يتم باستخدام الغرز الجراحية، كما لا يحدث أي قطع للعضلات أثناء العملية.
- مدة التعافي بعد العملية قصيرة جدًا، كما أن المريض يعود إلى بيته في نفس يوم العملية أو اليوم التالي لها.
فحوصات وتحاليل قبل إجراء عملية الشرخ بالليزر
في ضوء الحديث حول “هل عملية الشرخ بالليزر مؤلمة” نشير فيما يلي إلى أهم الفحوصات اللازمة قبل الخضوع لعملية الشرخ بالليزر:
- صورة دم كاملة “CBC”.
- تحليل وظائف الكلى.
- تحليل وظائف الكبد.
- رسم القلب.
خطوات عملية الشرخ بالليزر
وفيما يلي نذكر خطوات عملية الشرخ بالليزر مع دكتور أحمد عادل درويش:
1.تبدأ العملية بتخدير المريض تخديرًا كليًا؛ كي لا يشعر بالألم خلال العملية.
- يبدأ الطبيب بعد ذلك في تعقيم منطقة الشرج؛ كي يقلل من فرص الإصابة بالعدوى.
- يتم توجيه القسطرة التي تصدر أشعة الليزر بشكل مستقيم؛ لتقوم بكي الزوائد اللحمية واستئصال أي أنسجة تالفة، وهو ما يساعد في ارتخاء العضلات.
- في نهاية العملية لا يحتاج المريض إلى الفتيل مطلقَا كما يحدث في الجراحات التقليدية.
هل عملية الشرخ بالليزر مؤلمة؟
وللإجابة عن “هل عملية الشرخ بالليزر مؤلمة” نذكر أنها تتضمن الشعور بألم ضئيل للغاية مقارنة بالتدخل الجراحي الذي يتطلب قطعًا للعضلات العاصرة التي تحيط بالقناة الشرجية من أجل تخفيف الضغط عليها؛ كي يلتئم الجرح.